(وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ)




عندما قال الله لموسى (وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ) كأنه يقول له: لا تتعلق بالأسباب ولا تأنس بها وتعلَّق برب الأسباب فهو القادر على كل شيء، فبعد أن كان يأنس بعصاه التي قال عنها: (هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى)، 

أمره الله بإلقائها وتحولت إلى حية تسعى، وفي سورة طه قال الله له عند ذلك: (خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى)، فبعد أن خاف موسى من العصا التي تحولت لحية تسعى، طمأنه الله ونهاه عن الخوف وأراه اللهُ عظيمَ قدرته، فأعادها كما كانت، حتى لا يتعلق قلبُه إلا بالله تعالى.   

ثم قال في سورة طه: 
(وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى. لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى)
فرأى موسى عليه السلام آية أخرى من آيات الله وعظيم قدرته، 

وبعد أن أيقن موسى عليه الصلاة والسلام بقدرة الله تعالى وتعلَّقَ قلبُه بالله وحده، قال له الله في سورة طه: (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى) فمن كان في هذه الدرجة العالية من الإيمان، سَهُلَ عليه محاربة الطغيان.

وظهرت ثمار هذا الإيمان عندما قالوا (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) قال موسى عليه السلام: (كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ).   

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أهدي هذه الأبيات إلى والدي العزيز وزوجته الفاضلة بمناسبة زواجهما المبارك..

بركة العلم !

لماذا كان النبي عليه الصلاة والسلام أولى بنا من أنفسنا؟